لم يزده غيابه إلا حضورا عند المغاربة، حتى صار واحدهم يبدأ الآخر بالسؤال عما إذا كان سيتمكن سفيان العلودي من اللعب قريبا، ثم يسأل الصديق في ما بعد عن حاله، وعن أشياء أخرى، ويعود سريعا ليتأكد من مخاطبه ما إذا كانت الأخبار التي سمع أو قرأ أو قيلت له أو سمعها دون رغبة منه صحيحة؛ وكلها عن العلودي.
فسفيان العلودي، الذي سجل ثلاثة أهداف في مباراة أسود الأطلس ضد ناميبيا يوم الاثنين الماضي، بمناسبة افتتاح الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا للأمم دورة غانا 2008، أصبح حديث المغاربة بامتياز، رغم أن لديهم مشاكل أخرى كثيرة تهمهم جميعا، وأقلها يمس جيوبهم، وبالتالي معيشتهم اليومية.
سفيان العلودي هذا الذي يتنبأ له المغاربة، وأغلبيتهم الساحقة عشاق بدون قيد ولا شرط لكرة القدم ومتتبعون لتفاصيلها، بمستقبل كبير، من مواليد سنة 1983 بمدينة الكارة، وهي أشبه بقرية كبيرة في ضاحية العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، تعتمد على الفلاحة وعلى أبنائها المهاجرين إلى المدن الأخرى للمغرب أو خارجه إلى أوربا وغيرها.
وكان العلودي منذ صباه مولعا بالرياضة، خاصة أن والده محمد العلودي كان لاعبا سابقا لفريق نهضة الكارة، وهو الذي تعهده إذ لاحظ أن لديه ميولا كبيرا نحو كرة القدم، وإن ظل يلح عليه بأن يهتم بدراسته أولا وقبل كل شيء، لأن الدارسة، حسب محمد العلودي الوالد، هي المنفذ الأساسي نحو مستقبل مضمون।ولأن الأقدار تسبق كل شيء، فإن سفيان العلودي وهو يشب على حب كرة القدم ويصبح اسمه مدويا في القرية الكبيرة حيث ولد وكبر، ثم وهو يصبح عاجزا عن التوفيق بين عالمي الدراسة وكرة القدم، قرر ذات يوم أنه سينفصل عن القسم الدراسي ويخصص وقته كله لمعشوقته الساحرة المستديرة
ولم ينتظر العلودي طويلا جدا، وإن احتاج منه ذلك إلى بعض الصبر। فقد نادى عليه مدرب المنتخب المغربي للشباب كي يلتحق بالمجموعة، وهناك سحر بموهبته بعض التقنيين المنتمين لنادي الرجاء البيضاوي العريق، والمشهور في المغرب بطريقة لعبه التي تعتمد على الفرجة أكثر من غيرها، فضموه إلى النادي مقابل ملايين معدودات وبعض البذل الرياضية وكرات.
وفي النادي الكبير للدار البيضاء كان على العلودي أن ينتظر دوره بعض الوقت، حتى إنه كاد يحمل أشياءه ويذهب بعيدا إلى نادي آخر، لولا أن نصحه مدرب محب وواثق من عطاءاته بأن عليه أن يسلح بالصبر وإلا فلن يكون له شأن في المستقبل، ما دامت كرة القدم بدورها تحتاج من كل لاعب إلى الصبر والجلد والرغبة والإلحاح.
وما أن أتيحت له الفرصة حتى أخذ الألباب الرجاوية بسحره، فعرف القائمون على النادي أنهم بصدد جوهرة نادرة، وأن عليهم أن يصقلوها حتى تصير أثمن وأحسن. وهو ما حدث فعلا، إذ تعهد مدربون أكفاء، بينهم محمد نجمي، اللاعب الرجاوي السابق ومدرب النادي في أكثر من مناسبة، النجم الواعد، فسرعان ما صار نجما في الدوري المغربي، وسرعان ما أصبحت صورته محمولة في القلوب الرجاوية تحديدا، باعتباره خلفا طيبا للنجم السابق صلاح الدين بصير.
ولم تقف مسيرة اللاعب سفيان العلودي عند ذلك الحد، ذلك أن المدرب امحمد فاخر، الذي كان بصدد إعادة بناء المنتخب المغربي المؤهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم دورة غانا 2008، استدعاه لينضم إلى أسود الأطلس، وإذ أثبت وجوده في المعسكرات الإعدادية وفي المباريات الودية، اعتمده رسميا ضمن اللاعبين الأساسيين.
وكان من حسن حظ العلودي أن المدرب الجديد للمنتخب هنري ميشال، وهو فرنسي سبق له أن درب أسود الأطلس وتأهل معهم إلى نهائيات مونديال فرسنا 1998، أعجب بدوره بأداء اللاعب فاحتفظ به ضمن اللاعبين الذي احتفظ بهم، ووضع اسمه بين الأسماء التي اختار أن يبني عليها خططه في دورة غانا 2008 لكأس الأمم الإفريقية.
الآن وقد صار العلودي نجما فوق العادة بعد أن أحرز ثلاثية لأسود الأطلس في النهائيات الإفريقية وأصيب فغادر المبار الأولى ضد ناميبيا، زاد حبه في قلوب المغاربة، لأنه بالنسبة إليهم المنقذ الأوحد من نكسة ربما تحيق بهم وتتمثل في الخروج المبكر من أمم إفريقيا. واللاعب يحس بذلك الحب، ويريد أن يقابله بشيء ما، ولكن ذلك قد لا يتاح له.
تبقى الإشارة إلى أن سفيان العلودي، الذي توج أفضل لاعب مغربي في الموسم الرياضي السابق ونال لقب أحسن لاعب عربي بعد فوزه بكأس العرب رفقة الرجاء البيضاوي، كان أثار زوبعة في الأوساط الرجاوي عندما أصر على الانتقال إلى نادي العين الإماراتي، ما أرغم المسؤولين على الرضوخ إلى رغبته، وبالتالي فقدان خدمات نجم لم يستفد منه ناديه بعد.
وما أن أتيحت له الفرصة حتى أخذ الألباب الرجاوية بسحره، فعرف القائمون على النادي أنهم بصدد جوهرة نادرة، وأن عليهم أن يصقلوها حتى تصير أثمن وأحسن. وهو ما حدث فعلا، إذ تعهد مدربون أكفاء، بينهم محمد نجمي، اللاعب الرجاوي السابق ومدرب النادي في أكثر من مناسبة، النجم الواعد، فسرعان ما صار نجما في الدوري المغربي، وسرعان ما أصبحت صورته محمولة في القلوب الرجاوية تحديدا، باعتباره خلفا طيبا للنجم السابق صلاح الدين بصير.
ولم تقف مسيرة اللاعب سفيان العلودي عند ذلك الحد، ذلك أن المدرب امحمد فاخر، الذي كان بصدد إعادة بناء المنتخب المغربي المؤهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم دورة غانا 2008، استدعاه لينضم إلى أسود الأطلس، وإذ أثبت وجوده في المعسكرات الإعدادية وفي المباريات الودية، اعتمده رسميا ضمن اللاعبين الأساسيين.
وكان من حسن حظ العلودي أن المدرب الجديد للمنتخب هنري ميشال، وهو فرنسي سبق له أن درب أسود الأطلس وتأهل معهم إلى نهائيات مونديال فرسنا 1998، أعجب بدوره بأداء اللاعب فاحتفظ به ضمن اللاعبين الذي احتفظ بهم، ووضع اسمه بين الأسماء التي اختار أن يبني عليها خططه في دورة غانا 2008 لكأس الأمم الإفريقية.
الآن وقد صار العلودي نجما فوق العادة بعد أن أحرز ثلاثية لأسود الأطلس في النهائيات الإفريقية وأصيب فغادر المبار الأولى ضد ناميبيا، زاد حبه في قلوب المغاربة، لأنه بالنسبة إليهم المنقذ الأوحد من نكسة ربما تحيق بهم وتتمثل في الخروج المبكر من أمم إفريقيا. واللاعب يحس بذلك الحب، ويريد أن يقابله بشيء ما، ولكن ذلك قد لا يتاح له.
تبقى الإشارة إلى أن سفيان العلودي، الذي توج أفضل لاعب مغربي في الموسم الرياضي السابق ونال لقب أحسن لاعب عربي بعد فوزه بكأس العرب رفقة الرجاء البيضاوي، كان أثار زوبعة في الأوساط الرجاوي عندما أصر على الانتقال إلى نادي العين الإماراتي، ما أرغم المسؤولين على الرضوخ إلى رغبته، وبالتالي فقدان خدمات نجم لم يستفد منه ناديه بعد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire