mardi 19 juin 2007

هجرة الادمغة نزيف مستمر الى أين

هجرة الادمغة العربية نزيف تعانى منه الامة العربية منذ عقود طويلة وصارت الكفاءات العربية تتسلل من بلدانها وتستقر فى معظمها فى الدول الصناعية المتقدمة كاوروبا وكندا والولايات المتحدة الامريكية. علماء وخبراء صرفت عليهم دولهم الكثير من اجل تأهيلهم وتأتى دول المهجر لتبتلعهم لقمة سائغة وجاهزة. ولكن من المسؤول عن هذه الهجرة وكيف يمكن الحد من نزوح العلماء والكفاءات.
لقد وجدت ظاهرة هجرة الادمغة العربية اهتماما كبيرا من قبل الكتاب والباحثين والمهتمين بقضايا علم الاجتماع. ولقد عقدت العديد من المنتديات والملتقيات لمناقشة القضية ومنها على سبيل المثال ندوة (اكوا) التى عقدتها الامم المتحدة حول (هجرة الكفاءات العربية) عام 1981م وملتقى المفكرين والكتاب العرب فى المهجر الذى عقد فى ديسمبر 1986م. واسهمت هذه المحاولات فى وجود تحليل عميق لفهم دوافع هذه الظاهرة وتحديد سلبياتها وايجابياتها وذلك من خلال تقييم التجارب الشخصية للمهاجرين حيث استطاعت ان تحدد بدقة العلاقات المتشابكة بين مفاهيم الهجرة والاغتراب والمنفى.
وهناك تساؤلات عديدة حول هذه القضية. فما هى الدوافع والاسباب وهل هى ذاتية ام موضوعية

دوافع هجرة الادمغة العربية.

يجد الباحث فى اسباب هجرة العقول العربية دوافع كثيرة متداخلة يصعب معها الجزم بحتمية تأثير احدها دون الاخر. ونظريا تقع هذه الدوافع ضمن وجود قوى اما دافعة لهذه الادمغة الى خارج الوطن العربى او جاذبة تستقبل هذه العقول.
ان تحليل قوى دفع الادمغة الى خارج الوطن العربى لايتم الا بتحليل قطاع عريض من الواقع العربى تنشط بداخله مسارات النظم السياسية والتقدم المهنى وانظمة البحث العلمى.


اما فى مجال انظمة البحث العلمى والسياسات التقنية فيدفع بالأدمغة العربية الى الخارج بطء التطور فى التعليم الجامعى الرفيع المستوى بسبب عدم توفير الاقتصاد العربى سوقا للبحث والتطوير ذلك فى ظل الخلل الاكاديمى الواضح فى الجامعات العربية وعجز المجتمع العربى عن استيعاب الطاقات الابداعية.
ان اثر هذه العوامل فى دفع الادمغة العربية الى خارج الوطن العربى يختلف من قطر عربى الى آخر.

آثار ظاهرة هجرة الادمغة العربية:ايجابيات هذه الهجرة فهى كثيرة منها احتكاك هؤلاء المهاجرين بالمفكرين الغربيين وشعورهم باهمية الحياة المهنية اضافة الى اسهامها فى حل مشكلة البطالة فى بعض البلدان العربية ونظرة بعض الحكام العرب لها من زاوية العائدات النقدية واكتساب الخبرات طبقا لنظرية دوران العقول.
ومن اعظم ايجابيات هذه الهجرة تطوير التعاون بين الشمال والجنوب عن طريق الشبكات العلمية التى تتخذ نماذج عدة منها شبكات العلماء العرب لمساعدة الجامعات العربية فى التدريس الجزئى , وشبكات الخبراء العرب العاملين فى المنظمات الدولية ومجموعات العلماء العرب فى المهجر الساعية لاستقطاب طلاب طلاب الدراسات العليا فى العلوم الاجتماعية والتطبيقية.

Aucun commentaire: