dimanche 12 août 2007

التجميل بالمغرب


أمام عيادة الدكتور محمد برادة السوني الواقعة في حي بوسيجور, وعلى الساعة الخامسة والنصف جاء السيد عبدالله الموظف باحدى الشركات الى العيادة من أجل اجراء عملية تجميلية. للوهلة الأولى يبدو أنه خا~ف أو مرتبك ولكنه على العكس تماما فهو مضطرب من نظرة الناس اليه حول عظمة أنفه التي تسبب له الاحراج من قبل أسرته وكدا زملائه بالعمل بالاضافة الى نظرة المجتمع اليه,فهو في وقت من الأوقات كان يرفض بشدة هاته العمليات التجميلية كونها مخصصة للنساء فقط, ولكنه الآن مضطر بسبب أنفه الدي بات يسبب له الاحراجات علاوة على مشاكل في جهازه التنفسي.

عرفت عمليات التجميل في المغرب خاصة في الأونة الآخيرة اقبالا وازدهارا كبيرين بفضل الأثمان المعقولة وكدلك كفاءة الأطباء والعروض المغرية وغير دلك من الامتيازات, ويبحث العديد من المغاربة والأجانب من مختلف الطبقات الاجتماعية عن مختلف الطرق للقيام بعمليات التجميل بحثا عن الجمال.

وقد تضاعف عدد الزبناء المشغولين بالجراحات التجميلية مرتين أو ثلاث مرات في السنوات الآخيرة, اد أن نسبة 60 الى 70في المئة من زبناء عمليات التجميل تقل أعمارهم عن40سنة, اد أصبحت هده العمليات حلا مناسبا لمعظم الأشخاص.

ولمعرفة الأسباب التي تدفع الناس للقيام بعمليات التجميل, أوضح لنا الدكتور أبوبكر بركات المختص في علم النفس في اتصال أجريناه معه أن عمليات التجميل لا يمكن أن يقوم بها أغلبية الناس ولكن الأقلية سواء في المغرب أو في الدول العربية, وتطرق الى الأسباب التي تجعل هده الفئات الاجتماعية تقوم بعملية تجميلية وأرجع السبب الأول لتشوهات خلقية اد أنها تبقى مسألة طبيعية فهده العمليات يمكنها أن تساعد في ترميم أو اصلاح هده التشوهات.

والسبب الثاني أرجعه لدوافع نرجيسية لأنها تعطي دوافع لتغيير الدات, فالمرأة على سبيل المثال عندما تلاحظ زيادة في وزنها أو في حجم ثدييها تبدأ الوساوس في الاشتغال فتقوم بانقاص الوزن واتباع ريجيم قاس ولكنها تتغاضى عن مرور الزمن وتستبعد فكرة أنها أصبحت أما وسيدة منزل ومن واجبها الاعتناء بأسرتها.

ولازالة الابهام عن أهم العمليات التجميلية وتأثيراتها الواضحة على"المريض" فقد قمنا بحوار مع الدكتور محمد برادة السوني المختص في العمليات التجميلية والدي عرف لنا هاته العمليات التجميلية كما يلي: شفط الدهون: تعد من أهم العمليات التي يقوم بها سواء الرجال أو النساء فهي عملية ازالة الزائد من الدهون الثابتة والعميقة والتي لا تتغير بمعدلات الغداء والرياضة ودلك بواسطة حقن مادة لادابة الدهون وشفطها تتم عن طريق فتحة حوالي سنتمتر واحد في أماكن الجلد . وحديثا يتم شفط الدهون بواسطة الموجات الفوق الصوتية أو بأجهزة تفريغ هوائي قبل شفطها, وبعد العملية يرتدي المريض لباسا ضاغطا مدته ثلاثة أشهر وتكلف هاته العملية مابين 10آلاف الى40ألف درهم.

عملية شد الوجه والعنق: تهدف هده العملية لازالة تجاعيد الوجه والعنق اد يقوم الجراح بعملية ازالة التجاعيد عن طريق شق الطبقات العميقة تحت الجلد ودلك بوضع الشق الجراحي خلف خط الشعر وأعلى الأدنين ثم يمتد مسافة سنتمتر واحد وتكلف هاته العملية 30ألف درهم.

عملية زرع الشعر: تقوم هده العملية على اعادة الشعر للمناطق المصابة بالصلع بواسطة ازالة الجزء الأصلع أو تمدد الجسم السليم ومن ثم ازالة الجزء الأصلع وتغطيته بالشعر الممدد أو بزرع الشعر, وينتج عن هاته العملية تجمعات والتهابات وينصح المريص بعدم تعرضه لأشعة الشمس وتكلف هده العملية ما بين 12ألف الى 30ألف درهم.

عملية تجميل الأنف: تهدف هاته العملية الى اصلاح عيوب شكل ووظيفة الأنف, وهي احدى أكثر العمليات شيوعا بين النساء والرجال فهي اضافة لكونها تصلح تشوهات الأنف الناتجة عن حوادث فهي وسيلة للمساعدة على الثقة بالنفس. وتكلف هاته العملية ما بين10ألاف الى20ألف درهم.

ويضيف الدكتور السوني أن من يسمع بالعيادات التجميلية يخطر بدهنه أنها مخصصة للفئات الغنية في المجتمع, ولكنها على العكس تماما فأغلبية المرضى ينتمون ىلى طبقات اجتماعية فقيرة أو متوسطة الدخل ففي بعض الأحيان يتم أخد القروض من البنك من أجل القيام بعملية تجميلية أو ترميمية لدلك فالعمليات التجميلية لم تعد حكرا على الأغنياء.

أما المجتمع المغربي فآراؤه متعددة بين مؤيد ومعارض, فمثلا أمينة الطالبة بكلية الهندسة تقول" ليس عيبا أن تصلح الفتاة بعض العيوب التي قد تصيب وجهها يصراحة أنا قمت بعملية تقويم الأنف وأحمد الله أنه لم تعد لدي مشاكل في التنفس".

أما مروان وهو معلم باحدى المدارس الخاصة فيقول" أنا أرفض بشدة هاته العيادات التجميلية وكأننا نقلد الغرب, فنحن المغاربة لنا تقاليدنا وخضوضياتنا ومن واجبنا التشبت بها زدي على دلك فالرجل المغربي بطبيعته يحب المرأة المكتنزة لدا أتساءل لمادا يلجأ النساء لمثل هاته العيادات التجميلية".

وفي الأخير تبقى العيادات التجميلية متاحة لكل الطبقات الاجتماعية, وأيضا مساعدة لاصلاح أو ترميم أي مشكل قد يسبب الاحراج ولكن تبقى نظرة الأغلبية الى هاته العيادات أنها تغير شكل الانسان وتساعده على أن يصبح أجمل.

Aucun commentaire: