samedi 18 août 2007

التسول بين الحاجة والامتهان




برزت هذه الظاهرة المزعجة مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية العديدة التي تشهدها بلادنا, وأصبحت في تزايد مستمر، بل وتعاظمت وتفاقمت رغم أنها ليست جديدة و لكن عمليات التطور تنعكس بأدائها على المجتمع بصورة من الصور أيًّا كانت سواء بالإيجاب أو السلب، ولكل منها مزايا وعيوب ذلك لأن التحولات الاقتصادية السريعة التي يمر بها المجتمع تؤدي إلى تزايد نطاق بزوغ ظاهرة الأطفال المشردين، ويظهر هذا جليا في ضوء ضعف الرعاية الاجتماعية التي يجب أن تتوافر.


ومما لا شك فيه أن المجتمع بأفراده ومؤسساته يتحمل الثمن نتيجة تزايد الأحداث و المشردين، وبالتأكيد فإن ذلك ينعكس بدوره على الاستقرار الأمني والاقتصادي والثقافي في ظل تنشئة غير سليمة فيصبحون ضحية لمحترفي الإجرام من الفسق والدعارة والسرقات والمخدرات، وقد يصل بهم الأمر إلى العنف السياسي، وهم مغيبون بلا وعي وبلا هدف، وكل هذا يؤدي إلى هدم الكيان الاجتماعي فهم يستخدمون أطفالا للوصول إلى قلوب الناس ومن ثم جيوبهم كما أصبح ملاحظ في الأسواق والشوارع العامة.


وهناك أسباب كثيرة تدفع للتسول كالنزوح من القرية الى المدينة نظرا لانعدام فرص العمل بالقرية اد أن المدينة تمثل لهم الرفاهية والعيش الرغيد فيصدمون بالواقع المر الدي تتخبط فيه المدن الكبرى, والسبب الثاني راجع لانقطاع الطفل عن الدراسة فتجعل الطفل في حالة فراغ تدفع به الى الشارع بحثا عن الحرية التي يفتقدها داخل مدرسته وأسرته, والسبب الثالث راجع للظروف الاقتصادية للأسرة لأن ظروف الأسرة تحدد مسار الطفل, فالطفل الدي يعيش في أسرة فقيرة يكون أكثر عرضة للخروج الى الشارع من أجل العمل أو الامتهان التسول, أما السبب الرابع فهو راجع للتفكك الأسري وتدهور العلاقات داخلها مما يصيب أسرتها بتأثيرات سلبية, والطفل بحكم هشاشته يكون هوالضحية الأولى لتفكك أسرته سواء بالطلاق أو باليتم, وبفقدان الطفل للأمان والاستقرار داخل أسرته يجعله يبحث يبحث عنه خارج المحيط العائلي فيهرب الى الشارع وهناك يجد المجال الأوسه لايجاد لقمة العيش وتمضية الوقت مع رفقاء السوء وأيضا ايجاد حياة هنيئة في الشارع الدي سيعده أسرته الجديدة.


Aucun commentaire: