المغربية المتحجبة تكون مرغمة على الاختيار بين قناعتها الدينية وبين مصدر عيش أيّا كان دخله مادام يوفّر للذات والجسد ارتياحًا أكبر. المغربية المحتجبة إمّا أن تختار الاستمرار في ارتداء حجابها وتصيّد فرص عمل أخرى وبالتالي الحصول على شهادة "عاطلة"، وإمّا أن تنزع عنها حجابًا يرى آخرون أنّه يغطّي العقل كما يغطّي الرأس!؟
تسعون في المئة من المغربيات اللائي يرتدين الحجاب تكون فرصهن في تحصيل عمل ضئيلة جدًا إن لم يكن عملاً حرًّا وخاصًّا بهن. فالمحتجبة في المغرب تكون دائمًا في لائحة الانتظار التي تتجدّد أو بمعنى أدق في لائحة المقصيّين وغير المناسبين. و قد لا يكون مستغربًا البتّة أن يصبح حجاب الموظفات أو العاملات قضية أمن عام أو قضية أمن دولة بل قد يضاف بند في قانون الشغل ينصّ على ضرورة توقيع التزام بعدم ارتداء الحجاب كما حدث في تونس؟
وتقول احدى المحجبات وهي حاصلة على دبلوم في المقاولات والتسيير أنّها حاصلة على درجات عالية، وأنها تقدّمت لوظائف كثيرة دون أن تنجح في الحصول على أيّ واحدة منها، فإضافة إلى كونها لا تتوفر على أي واسطة تذكر هي ترتدي الحجاب ممّ يجعل أمر حصولها على وظيفة غاية في الصعوبة.وبالمقابل قدمت محجبة اخرى، بشيء من السخريّة حلولاً بسيطة حسب قولها لحلّ المشكل، كأن تتجه المحجّبات إلى عرض أزياء المحجّبات و تقديم تصاميم جميلة وجذابة في دور الأزياء، بل تقول ضاحكة " لم لا يُوكَل لكلّ محتجبة دور تمثيلي في مسلسل دينيّ أو مسرحيّة دينيّة..؟!.هذا الوضع والفشل في تحصيل وظيفة بعد رحلة بحث مضنية تحافظ فيها على حجابها دفع شابة محجبة الى اتخاذ قرار بخلع حجابها وتحمّل ما أمكن من إحراجها المزدوج مع نفسها وأقاربها وأصدقائها، وبنفس الوقت فانها غير مرتاحة لهذه المعادلة وتحسّ أنّ ثمّة خطأ ما لكنّها لا تملك إزاء هذا غير الصبر وانتظار الأفضل ، وعن وضعها غير المريح تقول أنّ فرحتها بعملها في مقهى انترنت، على بساطته تظل غير مكتملة وتضيف أنّها شبيهة بطائر غادر قفصًا قديمًا وضعه له من اصطادوه ليدخل قفصًا مذهّبًا اختاره لنفسه!.
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire