dimanche 27 mai 2007

الطبخ المغربي أ صالة متفردة


يمكن اعتبار " الكسكسي" ،"الحريرة" و "الشاي المنعنع" هو مثلث الطبخ المغربي بلا منازع . هذا المطبخ الذي ذاع صيته عربيا و عالميا لما يقدمه من وجبات متميزة و أطباق متفردة تحمل – أول ما تحمل – مزيجامن الطابع المغربي الأصيل و العربي و البربري ، و لما يرمز إليه من رموز ليس حسن الضيافة أولها و لا آخرها.يعزو بعض الدارسين و المهتمين بالمطبخ المغربي عمره إلى 2000 سنة تقريبا حيث تعاقبت حضارات عدة على هذه الرقعة الجغرافية فأفرزت مزيجا قل نظيره في هذا المجال.إن دولة مر عليها المرابطون و الموحدون و السعديون و العلويون و غيرهم كثر ، لا يمكن إلا أن تفرز – في وقتنا الحالي- نوعا من الطبخ الثري و المتنوع دون تناقض.إن الطبخ المغربي ليس مجرد وجبة يتناولها المرء ثم ينهض مبديا إعجابه و ينتهي الأمر . فإن العراقة و الرمزية هي أول مايطبع أشهر الوجبات بالمغرب،و يكفي أن نعلم أن استقبال الضيف بالمغرب لا يكون إلا بكؤوس شاي دافئة.و على مستوى التاريخ الحديث،نستطيع أن نقسم الطبخ المغربي إلى فترتين هما:- فترة ما قبل الاستعمار.- فترة ما بعد الاستعمار.و لو أن هذا التقسيم يبقى نسبيا بشكل أو بآخر إلا أنه يضعنا فعلا أمام نوعين من الطبخ المغربي :- المطبخ التقليدي: و هو المعتمد على أفران مصنوعة من التراب و الطين و أواني خزفية و ترابية أيضا . و هو قد لا يخضع إلا لمقاييس تقديرية و غير محددة – سواء من ناحية التوقيت أو المقادير- لكنه يبقى الأكثر تميزا و إقبالا من طرف الزوار و السياح على حد سواء.- المطبخ الحديث : و يعتمد على أدوات عصرية كالمكروييف و أواني الألمنيوم،و يخضع لمقاييس محددة و مضبوطة محافظا - رغم هذا – على الشكل العام للمطبخ التقليدي بصفة عامة ، و هو الأكثر استعمالا في البيوت الحضرية المغربية من طرف المغاربة أنفسهم.كما ذكرنا آنفا فالطبخ المغربي ليس مجرد طهو طعام ثم تناوله، فالطقوس التي ترافق العملية ككل، من إعداد و توقيت، تجعل الأمر يخضع لقوة الأعراف و التقاليد و ما تركه الأجداد في هذا المجال.و كل منطقة بالمغرب لها وجبتها المميزة التي تشتهر بها، فهناك – مثلا - " الطاجين المراكشي" و " المقروطة الفاسية" و " كالينطي" الطنجي.الكسكسي :و إن كانت وجبة " الكسكسي" هي القاسم المشترك بين جميع المناطق فإنها تعد الوجبة الأكثر شهرة و إقبالا.فمن التقاليد المعروفة بالمغرب أن يوم الجمعة هو يوم وجبة الكسكسي على الغذاء عن جدارة ، و قلما تتخلف أسرة مغربية عن هذا الموعد . و تنقسم وجبة الكسكس نفسها إلى عدة أنواع فهناك كسكس" السبع خضار" و الكسكس بالرأس (رأس الخروف) و الكسكس بالبرقوق الأسود المعسل.و يتم إعداد الكسكسي بالرأس في اليوم الثالث من عيد الأضحى في تقليد جماعي جميل.و تعرف بعض المناطق – على قلتها- تقديم هذه الوجبة في الجنائز، في حين لا تقدم في حفلات الأعراس.إن إعداد الكسكس – و هو نوع من الدقيق في الأصل – يبدأ بطهيه بواسطة البخار فقط عن طريق قدر مثقوب يوضع فوق قدر أكبر حيث يتسرب البخار، هذا دون أن يمس الكسكس مباشرة، حيث يتم تغطيته بقطعة قماش و تركه يطهى بالبخار.و عند انتهاء هذه العمليةيمزج الكسكس سواء بالخضار أو اللحم أو الحبوب السالفة الذكر.أما في المناطق الصحراوية فيتم مزج الكسكس بحليب الماعز أو الغنم قبل بدء عملية الطهي.و من الطريف أن عملية أكل الكسكس نفسها تخضع لطقوس معينة،فإن حاولت تناوله بواسطة ملعقة فكن واثقا أن نظرات الاستهجان ستتجه نحوك.لذا – لو انتظرت قليلا- ستلاحظ أن طريقة أكله تتمثل في تكويره في الكف العرية و رميه – على شكل كرة- في الفم ... و يقدم الكسكس في طاجين خزفي على شكل هرم تعتليه الخضار أو اللحم حسب نوعيته.و تجدر الإشارة أن أكبر طبق كسكس في العالم كان مغربيا و قد تم إعداده بمراكش.الحريرة :أما " الحريرة" فهي وجبة رمضان بلا منازع ، ذلك أن كل الأسر المغربية تفطر بالحريرة- بعد التمر أو الماء- التي هي عبارة عن مزيج لعدد كبير من الخضار و التوابل يقدم على شكل مشروب في أوان خزفية مقعرة يسميها المغاربة " الزلايف".و قد يستغرق إعدادها أكثر من ثلاث ساعات أحيانا، لذا لا تستغرب إن لاحظت في شهر رمضان قبل الغروب ، أن نفس الرائحة الزكية تنبعث من جميع البيوت بلا استثناء.الشاي المغربي :أما الشاي المغربي المنعنع فهو رمز الترحاب و حسن الضيافة، ذلك أنه أول ما يقدم للضيوف.و يشرب ساخنا دلالة على حرارة الاستقبال و دفء المودة.و تتنوع طرق إعداده هو الآخر من منطقة إلى أخرى. إلا أن الشاي الصحراوي يبقى الأشهر ، ذلك أنه لا يقدم بكثافة بل في كأس زجاجي صغير مملوء إلى المنتصف فقط ، و هذا ليس من نقص في حسن الضيافة بل لأن هذه الكمية القليلة هي عصارة ما قد تشربه من الشاي ليوم كامل . حيث يتم غليه ثلاث مرات حتى يقترب لونه من السواد فيصبح ثقيلا جدا . فإذا أضفنا أنه يكون حارا جدا و مشبعا بالسكر فمجرد شربك لتلك الكمية القليلة كاملة يعد بطولة تحسد عليها.الحلويات :من جهة أخرى ، فقد ابتدأت الحلويات المغربية من نوع واحد عبارة يسمى " الغريبة" – و هي مزيج من الزيت و السكر و الزبدة و الدقيق فقط – لتتعدى على أيامنا المئة نوع أغلبها مغربي بحت و البقية مستوردة من دول غربية في الغالب.و نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر بعض الأنواع : الغريبة – الكعب – حلوى التمر – الكيكس – الملوزة – اللوز.و تقدم كل هذه الحلويات في كل الأفراح و المناسبات و في الأعياد الدينية.و هناك " الشباكية" و هي الحلوى التي ترافق الحريرة خلال شهر رمضان على مائدة الإفطار في تقليد جماعي كالعادة.ولائم الأعراس :الأعراس المغربية لم تكن لتنجو من قانون الطبخ الافتراضي، فهي تخضع بدورها لنظام محدد يتمثل في تقديم كؤوس الشاي في البداية مرفقة بالحلويات.و بعد مرور ساعتين تقريبا يتم تقديم العشاء المقسم إلى وجبتين : الوجبة الأولي هي اللحم بالبرقوق المعسل ، و الوجبة الثانية هي الدجاج بالزيتون الأبيض . و قد يتم تقديم الفواكه المتنوعة في الأخير حسب السعة المادية لأصحاب العرس.و يقدم العريس – قبل دخول بيت الزوجية – التمر و الحليب لعروسه التي تفعل الشيء نفسه معه دلالة على رعاية كل منهما للآخر و استعداده للاهتمام به.و بصفة عامة، يشتهر الطبخ المغربي باحتوائه على كمية كبيرة من التوابل و خصوصا البهارات و هذا ما يميزه عن باقي أنواع الطبخ في العالم ربما. فالمغاربة يعتبرون الطعام الذي لا يضم التوابل " باردا" و لا يستسيغونه أبدا.أخيرا، نقول أن الطبخ المغربي بشتى أنواعه بمثابة لغة تتحدث بما بعجز عنه اللسان .فمن ترحاب و حسن ضيافة إلى أفراح و أحزان أيضا.. و هو ما يلاحظه كل من يزور المغرب دون استثناء.وأترككم الآن مع مقادير البسطيلة بالدجاجالمقاديرنصف كيلوجرام من ورقة البسطيلا ( الجلاش) دجاجة وزن كيلو و نصف1 كجم ونصف من البصل250 جم لوزملعقة كبيرة من الملحنصف ملعقة صغيرة من الزعفران الحر والعاديملعقة صغيرة من الفلفل الأبيض نصف ملعقة صغيرة زنجبيلملعقتان كبيرتان كسبرة مفرومةملعقتان كبيرتان من البقدونس المفرومكوب من الزيتكوب ونصف من الزبدة12 بيضة200 جم سكر ناعمملعقتان كبيرتان من القرفةطريقة التحضيرتوضع الدجاجة المملحة والمغسولة بالماء الغزير في حلة الطبخ، ويضاف إليها البصل المفروم والملح والزعفران و الجنزبيل والكسبرة والبقدونس المفرومان ويضاف الزيت ونصف كوب من الزبدة.يحرك الكل فوق النار حتى تنسجم العناصر وتقلّى جيداثم يضاف إليها 1 لتر من الماء وتغطى الحلة وتحرك من حين إلى آخر حتى تنضج الدجاجة تماما. نرفع الدجاجة من الحلة، ونزيل عظامها ونقطعها قطعا صغيرة ونضعها جانبا.نزيل الغطاء من فوق الحلة، ونترك المرق يتخثر حتى يظهر الزيت فوق المرق.نأخذ 10 بيضات ونخفقها جيدا، ثم نضيفها إلى المرق المخثر ببطء مع التحريك بسرعة حتى لا يلتصق البيض على الحلة.نأخذ اللوز ونسلقه،و نقشره ويجفف جيدا ثم يقلى في زيت غزيرة حامية، ثم يطحن ناعم ويضاف إليه 100جم من السكر الناعم والقرفة حسب الذوق.في وعاء تخفق البيضتان المتبقيتان، وفي صينية دائرية مدهونة جيدا تبسط ورقة البسطيلا على الصينية وتلصق مع بعضها بالبيض وذلك مع العناية بوضع وجه الورقة الأملس من تحت وتغطى الصينية بالورقة بحيث تبقى حواشي الورقة خارج الصينية.ثم نضع طبقة من الدجاج على مساحتها كلها ثم تغطى بورقة البسطيلا، ثم نضع طبقة من البيض والمرق، ونغطي بورقة البسطيلا، ثم نضع طبقة أخيرا من اللوز المقلي والمجروش، وتغطى أخيرا بالورقة حتى تختفي الحشوة بحيث تبقى حواشي الورقة مرة أخرى خارج الصينية.نثني هذه الحواشي من تحت كما نثني غطاء السرير تحت الفراش، ويدهن وجه البسطيلة بأصفر البيضتين الباقيتين، ثم يدهن بقليل من الزبدة ويدخل للفرن مدة 20 دقيقة حتى تتحمر.ثم بعد اخراجها، نرشها بالسكر الصقيل، ونزينها بخطوط القرفة، وحبات اللوز المقلي

Aucun commentaire: