الموسيقى غداء للروح وشفاء للنفس, ملهمة الفنان مفككة الاحزان مبعدة الهزيمة علاج المرضى. يتدوقها الطفل الرضيع الشاب المراهق الرجل العاقل والكهل المسن, كل على هواه يطرب لسماعها كل انسان أيا تكن البيئة التي ينتمي اليها أو اللغة التي يتكلم بها وكأنها وجدت قبل وجوده وعجنت بدمه فأخدت من حواسه و تفكيره.
كيف لا وقد خلق الله الانسان في طبيعة موسيقية من خريرمياه النهر الى صوت الموج الصاخب ومن خفيف أوراق الشجر الى صوت الرعد الصارخ ومن زقزقة العصافير الى زمجرة أسد غاضب, كل هده الأصوات سمعها الانسان مند نشأته الأولى. وبدلك فقد اخترع الانسان الآلات الموسيقية والأدوات الصوتية ليريح جسده من عناء التقليد, وهكدا فان الموسيقى قديمة قدم الانسان وعرفتها جميع الشعوب مند عصور التاريخ السحيقة فهي ادا من مستلزمات الحياة الفردية والاجتماعية والتي لا يكاد يخلو منها زمان ولا مكان, وأجمعت الدراسات النفسية في كل العصور أن الموسيقى تلطف المشاعر وترهف الأحاسيس وتبعث في النفس النشوة والبسمة.
وهنا يعود بنا التاريخ الى العصر الجاهلي حيث اشتهر العرب بفن الغناء والشعر, ونستطيع أن نتبين أعماق الفكر العربي في هدا المجال ادا قرأنا أشعار امرؤ القيس وزهير ابن أب سلمى وغيرهم, وان مايتميز به هدا الشعر من موسيقى وايقاع قد منح الانسان العربي دوقا رفيعا في الموسيقى والغناء.وقد اهتم العرب اهتماما كاملا بالموسيقى ونظروا الى الصناعة نظرة اجلال واحترام كما حظي المجيدون فيها بكل عناية وتقدير.
كلنا نستمع إلى الموسيقى ... فمنا من يسعد بها ومنا من لا يحب ما سمع ومنا من يتذكر عند سماع موسيقى ما بذكريات معينة ، كما منا من يفرح أو يبكي حتى عند سماع قطعة موسيقى ممكن أن يتأثر بها هل سأل أحد نفسه لماذا يشعر شعوراً معيناً إذا إستمع إلى مقطوعة موسيقية معينة ، ويشعر بشعور آخر عن سماعه موسيقى أخرى ؟؟؟؟ نحن نتذوق الموسيقى .... نعم .. نحن نتذوقها دون أن نشعر ... وكل واحد يتذوقها حسب عوامل كثيرة تؤثر في تذوقه لها تذوق ؟؟؟؟ هل نستطيع أن نتذوق الموسيقى كما نتذوق الطعام ؟؟؟ هنا ... في الموسيقى ... نحن نتذوق بواسطة آذاننا .. نعم... فآذاننا هى التي تفرق هنا بين الموسيقى الجيدة والغير جيدة ... حزينة أم فرحة ... هابطة أم راقية ... في الموسيقى هناك من يتذوق الموسيقى تذوقاً سطحياً ، فعند إستماعه إليها يحكم عليها إذا ما كانت جيدة أو غير جيدة ، دون أن يدري لماذا هى جيدة أو لماذا هي غير جيدة ... أما الموسيقي الخبير ... أو من يعرف كيف يتذوق الموسيقى ( ولا يشترط أن يكون موسيقياً محترفاً ).. فيستطيع أن يتعرف على مواطن الجمال من القبح في الذي إستمع إليه ، ويحدد هل العمل الذي إستمع أليه جيد ولماذا هو جيد ، أم غير جيد ولماذا هو أيضاً غير جيد .
سر جمال الموسيقى يكمن في جديدها الذي لا ينتهي ابدا ما دامت الحياة مستمرة ومتجددة فالموسيقى هي الزمن الذي لم ولن ينتهي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire